قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب) (الزمر 9)
~~ اللهم صلِّ و سلم وزد وبارك على حبيبك المطفى و آله الأطهار الأبرار و عجل لوليك الفرج ~~
إذا في مجلس نذكر عليـــــاً *** وسبطيه وفاطمة الزكيــــــة
يقال تجاوزوا تجاوزو يا قوم هذا .. فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناسٍ ... يرون الرفض حب الفاطمية
( للإمام الشافعي رضوان الله عليه )
دمعُ في كربلاء..
كان كل شيء مختلفاً حتى لون السماء جهلته عيناي بدا لي كمن يتشح أحمراً والرياح تعزف ترنيمة الدم،بقدر الخوف الذي تملكني كانت نفسي تحثني للحصول على جواب حول هوية هذه لأرض.تخونني ذاكرتي وتخلت عني قواي.لا أتذكر سوى دخولي لمنزلي وإذا بي في وسط صحراء يلسعني لهيبها ويرعبني لون سمائها.برقت في عيني سوادة عظيمة دنوت نحوها ببطيء ورحت أسترق السمع حتى التقطت أذني اسم هذه الأرض إنها كربلاء
خوفاً حتى غفت عيناي ولم ألبث حتى أيقظني دويٌ كدوي النحل اقتربت أكثر من هؤلاء القوم حتى عاينت نوراً يشع منهم إلى السماء إنهم ركع سجد يبكون كثكلى اتسعت حدقتاي وأخذ قلبي يخفق كما لم يخفق من قبل فقد برقت في عقلي حكاية كربلاء....
لغت ليلة العاشر لتعصف بذهني الأفكار والذكريات فتأخذني إلى حدود منزلي في ليلة العاشر حيث كانت الفاجعة التي أيقنتُ إنها أدمت قلب الحسين عليه السلام وأدمت قلوب المؤمنين جميعاً كلما نظروا إليّ..
ى عباءتي من العطر ما يكفيني فعدت مسرعة فحال بيني وبين الوصول عتبة منزلي المرتفعة لتحتضن الأرض سقوطي.ولكن عجبي لأي شيء أنا في كربلاء الآن؟!
ل ما بهم من زينة ينمحي،مرغت وجهي بالرمال طمعاً بزوال كل لون التصق بجلدي،ولكن دون جدوى فما زالت اتحسس الألوان بيدي وأشعة الشمس ساخطة على عبائتي المزدانة..
جهنم للظالمين،كانت روحي تهفو لمعانقة أرواحهم ولكن هيهات كلما كدت أخطو خطوة نحوهم حتى منعتني زينتي وقلة ستري
لحسين فباتوا لا يبصرون؟أم أن حب الحسين أعامهم فباتوا لا يرون شيء دونه؟!ورحت أتذكر وأتذكر وأسقي كل ذكرى بدمعي وندمي،أتراها تعود من أيام فأصلح ما فسد مني؟ أم..سيحول بيني وبين الحسين ذنبي وتبرجي؟!
أخذ نداء الحسين "ألا من ناصر ينصرني" يهز أركان قلبي كلما هممت للنصرة تراءت لي زينتي وغاصت في الرمال قدماي.ويح قلبي ما نصرتي إلا سهم في قلب الحسين عليه السلام،رحت أهيل التراب على رأسي وأنحب وأبكي كما لم أبكي من قبل حتى حفر الدمع مجراه في خدي،أي مصيبة أعظم من مصيبة الحسين؟!وأي بلاء أعظم من أن نسمع نداء الحسين فلا نجيبه؟!آه..أي بلاء أوقعتني شهواتي وغفلتي فيه؟
عندما يكون البلاء متعلق بهذه الدنيا يسير الصبر عليه،ولكن ما العمل في بلاء أصابني في آخرتي.؟!رأيت في كربلاء ما لم تحيط به مخيلتي يوماً لا أذكر إني بكيت يوماً حرقة على الحسين عليه السلام ولا أذكر هل كنت أبكي في عاشوراء أم كنت دائمة الشغل بزينتي؟!لقد ضحى الحسين عليه السلام بأهله وأحبته وبنفسه من أجل حفظ كرامتنا نحن من ندعي نصرته وحبه،صبر على البلاء حتى يصل إلى هذا الدين العظيم بكل ما يحمله من قيم ومبادئ وشرف ليحافظ علينا ويصوننا وفي المقابل ماذا قدمنا للحسين؟!بل ماذا قدمت أنا للحسين؟قدمت له شياطين أنسية تغوي محبيه حري بي أن أبكي بدل الدموع دماً.،بصرت طفلة تجول بين الخيام حائرة خائفة بعد هجوم القوم لعنهم الله رأيت نورها يسعى بينها يزينها حجابها وسترها هممت لضمها ولكن عجبي كيف يضم من هو مثلي هذا النور والستر كبلتني زينتي حتى عن المواساة فكيف عن النصرة؟ حينها صرخت بأعلى صوتي..إلهي العفو..إلهي العفو.
رحت أبكي بكاء التائبين بكاء الخائفين بكاء الراجين للعفو بكاء الثكالى لمصاب الحسين بكاء الأيتام التائقين لحضن الحسين..انسكب دمعي على كفي لم يكن دمعاً بل دماً ثائرا أحسست بحرارته تسري في كل أنحاء جسدي،حينها كان البياض سيد المكان والدعاء ترنيمته:"إلهي بالحسين ارجع لي ابنتي"حاولت فتح عيني مجددا..نعم ،لم تخطىء عيناي.أطبقت جفناي وإذا بالذكرى تعدو للخلف،عاشوراء..قنينة عطري..سقوطي..كربلاء..نصرة الحسين.حينها أيقنت إنها رسالة السماء ورسالة الحسين عليه السلام التي ستبقى نوراً يهتدي به من أظلم دربه.قطع صوت ابني حسين شريط ذاكرتي:هيا ماما لقد تأخرنا على المأتم.نظرت للمرآة اسدلت الحجاب على رأسي وزينته بعباءة زينبية ومضيت نحو عزاء الحسين لأذرف دمعا حسينياً في كربلاء
.. noOon ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق